يعد مرض روماتيزم القلب من المضاعفات التي قد تُصيب بعض مرضى الحمى الروماتيزمية، وقد يحدث بعد 10-20 عام من الإصابة بهذه الحمى، وقد يكون مرض روماتيزم القلب حادًا على فتراتٍ قصيرة أو مزمنًا طويل الأمد، وليس شرطًا أن تُصيب هذه الحالة جميع مرضى الحمى الروماتيزمية، وسنتعرف في هذا المقال على تفاصيل روماتيزم القلب.[١]


ما هو روماتيزم القلب؟

مرض روماتيزم القلب (بالإنجليزية: Rheumatic heart disease) هو حالة تسبب تلف صمامات القلب بحيث تُفقدها وظيفتها بشكل كامل بعد الإصابة بمرض الحمّى الروماتيزمية (بالإنجليزية: Rheumatic Fever)،[٢] وعند الإصابة بروماتيزم القلب، فإن ذلك قد يتسبب بتلف الصمّام التاجي، أو الأبهري، أو كليهما، ويؤدي التلف إلى تسرب الدم من الصمام بعد إغلاقه، أو حدوث تضيّق في الصمام، ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى مشكلة في تدفق الدم عبر الصمّام أثناء فتحه،[٣] وقد تتأثر عضلة القلب كذلك بحيث تصبح غير قادرة على ضخ الدم للجسم بكفاءة.[١]


من الجدير ذكره أنّ الحمّى الروماتيزمية تُمثل التهاب مناعي ناجم عن بكتيريا المُكوّرات العُنقودية (بالإنجليزية: Streptococcal infection)، وتكون العدوى بهذه البكتيريا على شكل التهاب في الحلق أو الإصابة بالحمّى القُرمزية (بالإنجليزية: Scarlet fever)،[٢] وتنتقل هذه البكتيريا بسهولةٍ من شخصٍ إلى آخر كأيّ عدوى أخرى قد تصيب الجهاز التنفسي العلوي،[٤] وقد تُصيب الحمى الروماتيزمية الأشخاص من مختلف الأعمار، إلا أنها تُعد أكثر شيوعًا في الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 5-15 عامًا،[٥] وتؤدي العدوى المتكررة ببكتيريا المكورات العنقودية لدى بعض الأشخاص إلى تحفيز الجهاز المناعي مما يتسبب برد فعل مناعي ذاتي ضد أنسجة الجسم نفسه،[٤] وفي حال عدم علاج هذه الحالة أو أنّ العلاج لم يتم بالشكل الصحيح أو الكامل فقد يؤدي ذلك إلى مرض روماتيزم القلب.[٢]


أعراض روماتيزم القلب

تتعدد أعراض مرض روماتيزم القلب، وذلك بحسب شدة المرض واختلاف الجزء المُتأثر من القلب، وقد لا يتسبب بحدوث أي مشاكل لدى الشخص في البداية،[٥] وفي حال تسبب تلف صمامات القلب بأعراض فإنّها قد تشمل ما يأتي:[١]

  • ضيق أو ألم في الصدر
  • التعب والإعياء.
  • الدوخة، أو الإغماء.
  • انتفاخ في البطن، أو القدمين، أو الكاحلين.
  • خفقان القلب.[٦]
  • ضيق التنفس عند بذل مجهود، أو عند الاستلقاء على الظهر، أو ضيق التنفس الذي يُجبر المريض على الاستيقاظ من النوم ويكون بحاجة للجلوس أو الوقوف لالتقاط أنفاسه.[٦]
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم، ويحدث ذلك نتيجة العدوى التي قد تصيب صمّامات القلب التالفة.[٦]


عوامل خطر الإصابة بروماتيزم القلب

يزداد خطر الإصابة بروماتيزم القلب لدى فئة معينة من الأشخاص، ونذكر من هذه الفئات ما يأتي:[٧]

  • الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 15 عامًا، والذين تكثر إصابتهم بعدوى الحلق الناجمة عن بكتيريا المكورات العنقودية.
  • الأطفال الذين لم يتلقوا العلاج المناسب بعد تشخيصهم بعدوى المكورات العنقودية.


كما يزداد خطر الإصابة بروماتيزم القلب بوجود العوامل التالية:[٨]

  • العوامل البيئية، مثل العيش في أماكن مكتظة بالسكان، والافتقار للنظافة العامة، إذ إنّ هذه العوامل قد تزيد من خطر انتقال العدوى البكتيرية.
  • العوامل الوراثية، حيث يوجد علاقة بين العامل الوراثي لدى الشخص واحتمالية الإصابة بمرض روماتيزم القلب، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد الجينات المسؤولة عن زيادة احتمالية الإصابة بروماتيزم القلب.[٩]


تشخيص روماتيزم القلب

يتم تشخيص مرض روماتيزم القلب عن طريق أخذ السيرة المرضية للشخص وإجراء الفحص السريري بالإضافة إلى بعض الفحوصات الأخرى، ويتم التشخيص على النحو التالي:[٦]

  • أخذ السيرة المرضية: والتي تتمثل بالكشف عن وجود تاريخ مرضي للإصابة بعدوى المكورات العنقودية أو الحمى الروماتيزمية.
  • الفحص السريري: يُجري الطبيب فحصًا سريريًا كاملًا، يتضمن ذلك الاستماع للقلب بحثًا عمّا يسمى بالنفخة (بالإنجليزية: Murmur)، وهو صوت يصدر من القلب نتيجة وجود اعتلال في الصمامات، كما يبحث الطبيب عن أيّ أعراض وعلامات أخرى ترتبط بالإصابة بالأمراض الروماتيزمية؛ مثل التهاب المفاصل الذي يصيب أكثر من مفصل، والعقد الصغيرة التي تظهر غالبًا على المرفقين.[١٠]
  • إجراء الفحوصات المخبرية والتصويرية: ومنها:[٢]
  • فحص زراعة عينة من الحلق، أو فحص دم، وذلك للكشف عن الإصابة بعدوى المكورات العنقودية.[٢]
  • مخطط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram)، ويعد هذا الفحص الأكثر نجاعة في تشخيص مرض روماتيزم القلب، بحيث يُمكّن من الكشف عن أي تلف في صمامات القلب، وكذلك فهو قادر على تقييم كفاءة عمل القلب في ضخ الدم للجسم.[٦]
  • مخطط كهربائية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiogram)، والذي يهدف إلى الكشف عن وجود تضخم في القلب، أو عدم انتظام في نظم القلب.[٦]
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية، والذي يعطي انطباعًا عن حجم القلب، وسلامة الرئتين.[٢]
  • تصوير القلب بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Cardiac MRI)، ويُعطي صورًا مفصلة لصمامات وعضلة القلب.[٢]


علاج روماتيزم القلب

يعتمد علاج روماتيزم القلب على حجم التلف الذي لحق بصمّامات القلب، ويتراوح بين العلاج بالأدوية إلى إجراء عمليات جراحية،[٢] ويمكن أن تتضمن الخطة العلاجية ما يأتي:[٦]

  • المضادات الحيوية: لعلاج العدوى.
  • مميعات الدم: وذلك لتجنب حدوث الجلطات الدماغية، ويعطى كذلك في حالات تبديل الصمامات.
  • إجراء القسطرة: وذلك لإدخال بالون عبر الوريد لفتح أحد الصمامات.
  • إجراء عملية جراحية: وذلك لإصلاح أو استبدال الصمام التالف.


في حال حدوث التهاب في القلب، يعطى المريض أدوية لتخفيف الالتهاب، ويكون المريض في هذه الحالة عرضةً للإصابة بقصور عضلة القلب، مما يدفع الطبيب لإعطاء أدوية أخرى لتجنب ذلك.[٧]


الوقاية من روماتيزم القلب

تعد الوقاية من الإصابة ببكتيريا المكورات العنقودية العامل الأساسي في الوقاية من مرض روماتيزم القلب، وفي حال الإصابة بهذه العدوى البكتيرية فينبغي علاجها بالشكل المناسب عن طريق المضادات الحيوية، ويجدر بالذكر أنه ينبغي الالتزام بأخذ المضاد الحيوي بحسب الجرعة التي يصفها الطبيب، وإتمام العلاج كاملًا حسب التعليمات حتى لو شعرت بتحسن بعد بضعة أيام،[٢] وفي حال تشخيص الإصابة بمرض روماتيزم القلب، فيُكمن الحد من حدوث المضاعفات من خلال اتباع مجموعة من النصائح والإرشادات، والتي نذكر منها ما يأتي:[٦]

  • الالتزام بالزيارات الروتينية لطبيب القلب.
  • الحصول على مطاعيم الإنفلونزا والمكورات الرئوية، وذلك بالتنسيق مع الطبيب.
  • المحافظة على تناول المضاد الحيوي الوقائي الذي قد يصفه الطبيب لمنع حدوث عدوى الحلق.
  • زيارة الطبيب فورًا في حال الشعور بأعراض التهاب الحلق.
  • العناية بنظافة الأسنان، حيث إن بكتيريا الفم قد تدخل مجرى الدم مما يزيد احتمالية الإصابة بالتهاب القلب، وفي حال حاجتك لزيارة طبيب الأسنان، يجدر بكِ إبلاغه عن تشخيصك مسبقًا بالحمى الروماتيزمية أو روماتيزم القلب.
  • تنبغي زيارة عيادة الحمل بانتظام في حال كانت المصابة حاملًا، وذلك لأن الحمل قد يزيد من شدة أعراض مرض روماتيزم القلب.


اقرأ أيضًا: أهم النصائح للوقاية من روماتيزم القلب.


متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟

يحتاج المريض إلى زيارات متكررة للطبيب للاطمئنان على وضع القلب بعد تشخيص إصابته بروماتيزم القلب، حيث إنه مع مرور الوقت وبحسب الضرر الذي تعرض له القلب فقد يحتاج المريض إلى تغييرات في نمط الحياة، مثل تقليل النشاط البدني، كما يجدر بك زيارة الطبيب في حال تفاقمت الأعراض، أو ظهرت أعراض جديدة لروماتيزم القلب.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Rheumatic heart disease", heartandstroke, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Rheumatic Heart Disease", hopkinsmedicine, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  3. "Rheumatic Heart Disease", seattlechildrens, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Rheumatic Heart Disease", who, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Rheumatic Heart Disease", ucsfbenioffchildrens, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Rheumatic heart disease", betterhealth, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Rheumatic heart disease and rheumatic fever", childrenswi, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  8. "Rheumatic heart disease", ncbi, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  9. "Causes and Risk Factors of Rheumatic Heart Disease", verywellhealth, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  10. "Understanding Rheumatic Fever -- Diagnosis and Treatment", webmd, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  11. "Rheumatic Heart Disease", rochester, Retrieved 21/1/2021. Edited.