يُحاط القلب بغشاء مكون من طبقتين يدعى التامور، والذي يعد ذو أهمية في حماية القلب من العوامل المختلفة؛ بما في ذلك العدوى، إضافة إلى تقليل الاحتكاك مع الأعضاء المجاورة، ولكن قد يتعرض التامور إلى الالتهاب، وسنتعرّف في هذا المقال على تفاصيل التهاب التامور.[١]


ما هو التهاب التامور؟

التهاب التامور (Pericarditis) هو التهاب يصيب الغشاء الرقيق المُحيط بالقلب والمعروف بالتامور (Pericardium)، وبالرغم من أنّ هذا المرض قد يصيب أي شخص، إلا أنّ الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة هم الرجال ممن تتراوح أعمارهم بين 16-65 عامًا،[٢] وتؤدي الإصابة بهذا الالتهاب إلى تهيج وانتفاخ الطبقتين المكونتين للتامور، ونتيجة لاحتكاكهما ببعضهما البعض، يحدث ألم حاد في الصدر.[٣]


يُشار إلى أنّ التهاب التامور يحدث بشكلٍ حاد ومفاجئ، وعادةً ما يتعافى منه المصاب خلال أشهر، وقد يستمر المرض لسنوات لكن على شكل نوبات من الألم،[٢] وتتكرر حالة التهاب التامور لدى العديد من الأشخاص بعد التعافي من التهاب التامور الحاد، في حين أنّها قد تتطور لدى نسبة قليلة منهم لتتحول إلى التهاب مزمن.[٤]


أنواع التهاب التامور

يقسم التهاب التامور إلى عدة أنواع، نذكرها على النحو التالي:[٣]

  • التهاب التامور الحاد: يبدأ هذا النوع على شكل ألم مفاجئ، ويتعافى المريض خلال ثلاثة أسابيع، وتتشابه أعراضه إلى حدٍّ كبير مع أعراض النوبة القلبية.
  • التهاب التامور المتكرر: يحدث هذا النوع بعد أربعة إلى ستة أسابيع تقريبًا من حدوث نوبة التهاب التامور الحاد، ولا تظهر أيّ أعراض خلال المدة التي تفصل بينهما.
  • التهاب التامور المستمر: يتميز هذا النوع بأنّ الأعراض تكون فيه مستمرة وتستمر في أغلب الحالات لفترةٍ تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع، ولكنها لا تتجاوز الثلاثة أشهر.
  • التهاب التامور المزمن: تحدث الأعراض فيه ببطء، ويستمر لأكثر من ثلاثة أشهر،[٣] وقد تصل إلى حالة متقدمة تدعى التهاب التامور التّضيُّقي (Constrictive pericarditis)، وفي هذه الحالة يصبح التامور قاسيًا وسميكًا، مما يمنع القلب من ضخ الدم بكفاءة.[٢]


أسباب التهاب التامور

بالرغم من أن سبب حدوث التهاب التامور يعد غير معروف في كثير من الحالات،[٤] إلا أنه وفي حالاتٍ أخرى قد يُعزى إلى الأسباب التالية:[٥]

  • العدوى الفيروسية: ويعد هذا السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب التامور، كما قد تتسبب العدوى البكتيرية والفطرية بهذا الالتهاب أيضًا.
  • الاضطرابات المناعية الذاتية: مثل: الذئبة، وتصلب الجلد، والتهاب المفاصل الروماتيدي، حيث تعد هذه الاضطرابات من مسببات التهاب التامور المزمن أو المتكرر.[٤]
  • استخدام أنواع مُعينة من الأدوية: مثل بعض مضادات التشنجات كالفينيتوين (Phenytoin)، ومميعات الدم؛ كالوارفارين (Warfarin) والهيبارين (Heparin)، وبعض الأدوية الموصوفة للعلاج عدم انتظام ضربات القلب؛ كبروكيناميد (Procainamide).[٤]
  • التهاب عضلة القلب: (Myocarditis)، ويتسبب ذلك بالتهاب التامور نتيجة الاحتكاك بين عضلة القلب والتامور.[٦]
  • الإصابة بأمراض أخرى: مثل: النوبات القلبية،[٧] أو الفشل الكلوي، أو فيروس عوز المناعة البشرية (HIV)،[٥] والسرطانات كسرطان الدم، وخمول الغدة الدرقية، والحمى الروماتيزمية، والسل.[٧]
  • أسباب أخرى: كالخضوع لعملية جراحية في القلب، أو التعرّض لإصابة على مستوى الصدر، أو تعرض الصدر للإشعاع.[٧]


أعراض التهاب التامور

يتميز التهاب التامور الحاد بالأعراض التالية:[٨]

  • ألم حاد في الصدر، وقد يمتد إلى الكتف الأيسر، وفي بعض الحالات قد يصِل الألم إلى أسفل الذراع اليسرى، ويجدر بالذكر أنّ هذا الألم يتشابه مع ألم الصدر الذي تسببه النوبة القلبية، وبالرغم من صعوبة التفريق بينهما، إلا أن ألم الصدر الناتج عن التهاب التامور يتميز بأنه يزداد سوءًا عند الاستلقاء على الظهر، أو بلع الطعام، أو السعال، أو أخذ نفس عميق.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.


أما التهاب التامور المزمن فيتسبب بالأعراض التالية:[١]

  • التعب والإرهاق.
  • السعال.
  • ضيق التنفس.
  • التعرق والقشعريرة.
  • عدم انتظام ضربات القلب، مثل حدوث تسارع في نبضات القلب.


قد يعاني المريض في الحالات الشديدة من التهاب التامور المزمن، كالحالات المصحوبة بالالتهاب التّضيُّقي، من أعراض انتفاخ في البطن والقدمين نتيجة تراكم السوائل، وقد يُعاني أيضًا من انخفاض ضغط الدم، والرجفان الأذيني (Atrial fibrillation)، ويجدر بالذكر أنّه في حالات الالتهاب المزمن قد لا يشعر المريض بألم الصدر.[٩][١٠]


متى أزور الطبيب؟

تجدر زيارة الطبيب عند الشعور بأي آلام جديدة في الصدر، وتتشابه أعراض التهاب التامور إلى حدٍّ كبير مع أعراض النوبة القلبية، وفي كلتا الحالتين يساهم التشخيص السريع والمبكر، واتخاذ الإجراءات المناسبة في تفادي حدوث أي مضاعفات.[٣]


تشخيص التهاب التامور

يعد التهاب التامور حالة معقدة، ويحتاج الطبيب إلى أخذ السيرة المرضية من الشخص والكشف عن الأعراض المرتبطة بالتهاب التامور، بالإضافة إلى إجراء الفحص السريري والفحوصات اللازمة.[٦]


الفحص السريري

يجري الطبيب فحصًا سريريًا كاملًا، بحيث يستخدم السماعة للكشف عن وجود علامات التهاب التامور، ويتضمن ذلك الاستماع إلى صوت احتكاك التامور بالطبقة الخارجية للقلب، وفي حالات الالتهاب الشديدة، قد يستمع الطبيب إلى أصوات في الصدر تدل على تجمع سوائل حول القلب نتيجة للالتهاب، أو تجمع سوائل حول الرئتين.[٩]


الفحوصات والتحاليل

قد يطلب الطبيب الفحوصات التالية للكشف عن التهاب التامور:[١٠]

  • مخطط صدى القلب (Echocardiogram).
  • القسطرة القلبية.
  • مخطط كهربائية القلب (ECG).[١١]
  • فحوصات دم للكشف عن وجود التهاب في الجسم.[١١]
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية.[١١]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).[١٠]
  • التصوير بالأشعة المقطعية (CT scan).[١٠]


علاج التهاب التامور

يكون التهاب التامور في غالبية الحالات بسيطًا ولا يحتاج لعلاج، وعند الحاجة للعلاج، فيمكن أن يتم ذلك بالأدوية، وفي حالات نادرة قد يتمّ إخضاع المصاب لإجراء جراحي، ويجدر بالذكر أنّ التشخيص والعلاج في وقتٍ مبكر يُجنّب المريض مضاعفات التهاب التامور.[١٢]


العلاج بالأدوية

يعطى المريض عادةً مسكنات الألم المضادة للالتهاب؛ مثل الآيبوبروفين (Ibuprofen)، وغالبًا ما يشعر بتحسن خلال أسبوع إلى أسبوعين، وفي حال عدم استجابة الجسم للمسكنات أو وجود مانع من استخدامها، فقد يصف الطبيب أدوية أخرى، ومن الأدوية الأخرى التي قد يصفها الطبيب في حالات التهاب التامور ما يأتي:[١٣]

  • الكولشيسين: (Colchicine).[١٣]
  • الستيرويدات: (Steroids)، وتعطى في حال عدم الاستجابة لدواء كولشيسين.[١٣]
  • المضادات الحيوية: وتستخدم  في حال كان سبب الالتهاب عدوى بكتيرية.[١٣]
  • مدرات البول: وتُعطى في حال تراكم السوائل في الجسم.[١]



بعض الممارسات التي قد تساهم في تخفيف الألم؛ كالجلوس مع انحناء الجزء العلوي من الجسم للأمام.





العلاج الجراحي

يمكن اللجوء إلى بعض الإجراءات الجراحية في حالات تراكم السوائل حول القلب، أو تعرض التامور لتليّف يؤثر في وظيفة القلب، وهذه الإجراءات هي:[٨]

  • بزل التامور: (Pericardiocentesis)، بزل التامور هي عملية سحب السوائل المتراكمة حول قلب عن طريق استخدام قسطرة صغيرة يتم إدخالها بين طبقتي التامور.
  • استئصال التامور: (بالإنجليزية: Pericardiectomy)، وهي عملية جراحية يتم اللجوء لها في حالات نادرة، تحديدًا عندما يحدث تليف في التامور بما يتسبب بمحدودية حركة القلب أثناء الانبساط والانقباض، ويجدر بالذكر أنّه بالرغم من أنّ التامور يوفر حماية للقلب، إلا أن إزالته في هذه الحالة لن تسبب أي ضرر، وستسمح للقلب بالعمل بكفاءة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Pericarditis", betterhealth, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Pericarditis", clevelandclinic, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Pericarditis", mayoclinic, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "What is Pericarditis?", heart, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Pericarditis", ucsf, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Pericarditis", bhf, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Pericarditis", medlineplus, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Acute Pericarditis", merckmanuals, Retrieved 8/2/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Symptoms and Diagnosis of Pericarditis", heart, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Heart Disease and Pericarditis", webmd, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Pericarditis: Diagnosis and Tests", clevelandclinic, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  12. "Pericarditis", mayoclinic, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث "Pericarditis", nhs, Retrieved 23/1/2021. Edited.