عملية إصلاح واستبدال الصمام التاجي

تُعرف عملية إصلاح الصمام التاجي واستبداله (بالإنجليزيّة: Aortic valve repair and Aortic valve replacement)، بأنها إحدى الإجراءات التي تعالج الأمراض التي تصيب الصمام التاجي، وللتّوضيح أكثر؛ يُعدّ الصّمام التّاجي أحد الصمامات الأربعة التي تتحكم في تدفق الدم عبر القلب، وتتمثل وظيفته بالمحافظة على تدفق الدم في الاتجاه الصحيح عبر القلب، ويفصل بين حجرة الضخ الرئيسية للقلب المعروفة بالبطين الأيسر، والشريان الرئيسي الذي يغذي الجسم بالدم الغني بالأكسجين، والمعروف بالشريان الأورطي، وأثناء انقباض البطين يفتح الصمام التاجي ويسمح للدم بالتدفق من البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي، وعندما ينبسط البطين، يغلق الصمام التاجي لمنع الدم من الرُّجوع للخلف إلى البطين.


وإذا تعرض الصمام التاجي لخللٍ ما، فإنه لن يتمكن من العمل بصورته الطبيعية، ويمكن أن يؤثر في تدفق الدم ويجبر القلب على العمل بضغط أعلى لإرسال الدم إلى باقي أجزاء الجسم، ويمكن علاج الصمام التاجي إما بإصلاحه أو استبداله؛ للمساعدة على استعادة تدفق الدم الطبيعي، وتقليل الأعراض المصاحبة للحالة، وإطالة عمر المصاب، والمساعدة على الحفاظ على وظيفة عضلة القلب.[١]


لماذا تُجرى عملية إصلاح واستبدال الصمام التاجي؟

من الأسباب التي تستوجب إصلاح واستبدال الصمام التاجي ما يلي:[٢]

  • تضيق الصمام التاجي: وذلك عندما تصبح فتحة الصمام أصغر، مما يترتب عليه إعاقة تدفق الدم من القلب.
  • ارتخاء الصمام التاجي: يحدث ذلك عندما يسمح الصمام للدم بالتدفق مرة أخرى إلى القلب.


ومن الأعراض التي تشير إلى تعرض صمام القلب للتلف أو المرض ما يلي:[٣]

  • الدوخة.
  • ألم الصدر.
  • مشاكل في التنفس.
  • الخفقان.
  • وذمة أو تورم في القدمين، أو الكاحلين، أو البطن.
  • زيادة الوزن بشكل سريع نتيجةً لاحتباس السوائل.


أيهما أفضل: إصلاح أم استبدال الصمام التاجي؟

يعتمد اختيار إجراء إصلاح أو استبدال الصمام التاجي على العديد من الأمور منها الصحة العامة للمصاب، وحالة الصمام المُتضرّر، ووجود حالات صحية أخرى، والفوائد المتوقعة من الجراحة؛ إذ يمكن أن يوصى بإصلاح الصمام إذا كان من المحتمل أن يتم إصلاحه، وأنه يمكن أن يستمر لفترة طويلة بعد الإصلاح، بينما يمكن أن يوصى باستبدال الصمام في حالة تعرضه لأضرار بالغة ولا يمكن إصلاحه، وفيما يلي الحالات التي يفضل فيها إصلاح الصمام أو استبداله:[٤]


إصلاح الصمام التاجي

يمكن أن يوصى بإصلاح الصمام في حال كان يمكن إصلاحه بنجاح، وإذا لم يكن هناك الكثير من الأضرار التي لحقت بمناطق معينة من طيات الصمام التاجي، أو الألياف الصلبة التي تتحكم في حركة طيّات الصمام التاجي، ويُفضل عادةً إصلاح الصمام التاجي إذا كان الصمام قادرًا على الاستصلاح، وكان لدى الجراح المستوى المناسب من الخبرة والمهارة الجراحية.[٤]


استبدال الصمام التاجي

يوصى باستبدال الصمام التاجي في حالات معينة، منها:[٤]

  • انتفاخ واسع النطاق للصمام التاجي.
  • تصلب أو تكلس شديد للصمام.
  • تدلي الصمام.
  • تلف الصمام نتيجة التهاب الشغاف (بالإنجليزيّة: Endocarditis).



عادةً ما يُفضل إجراء جراحة الاستبدال إذا كانت حلقة الصمام التاجي صلبة ومتكلسة، أو في حال وجود تلف واسع النطاق للصمام والأنسجة المحيطة.




قبل إجراء العمليّة

يتطلب إجراء إصلاح واستبدال الصمام التاجي مجموعة من التحضيرات والاستعدادات المسبقة، نوضحها لك كما يلي:[٥]

  • التأكد من أن الشّخص الخاضع للعمليّة بصحة جيدة تؤهله لإجراء عملية كبيرة كهذه، وذلك من خلال إجراء مجموعة من الفحوصات منها:
  • تحاليل الدم والبول.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية.
  • مخطط كهربية القلب "EKG".
  • الفحص البدني.
  • إخبار الطبيب عن كافة الأدوية أو المكملات التي تُؤخذ عادةً؛ إذ يمكن أن يُطلب منه التوقف عن بعضها قبل الجراحة.
  • إخبار الطبيب عن أي أمراض مهما كانت بسيطة كنزلات البرد؛ إذ يمكن أن يؤثر أي أمر مهما بدا بسيطًا في قدرة المصاب على التعافي.
  • التوقف عن التدخين قبل أسبوعين من الجراحة؛ للمساعدة على منع تجلط الدم، ومشاكل التنفس.
  • غسل الجسم بصابون خاص يوفره الطبيب لقتل الجراثيم، وذلك في الليلة التي تسبق العملية، وفي معظم الحالات لا يُسمح للمصاب بتناول أو شرب أي شيء بعد منتصف الليل.


خلال إجراء العمليّة

الإصلاح

لإصلاح الصمام التاجي المُتضرّر؛ يمكن أن يعتمد الجراح على جراحة القلب المفتوح، وتستغرق العملية حوالي 3 ساعات، وخلال الإجراء يُصلح الجراح الصمام، ويخيط الجرح.[٦]


الاستبدال

خلال إجراء استبدال الصمام التاجي التالف عبر جراحة القلب المفتوح، يُزيل الطبيب الصمام ويستبدله بآخر إما ميكانيكي أو نسيجي، ثمّ يُخيطه، أما إذا استخدم الجراح عملية رأب الصمام؛ سيقوم الجراح خلالها بإنشاء جروح خارجية صغيرة في أعلى الساق أو الذراع من خلال شريان أكبر يؤدي إلى القلب، وبطريقة مماثلة لتصوير الأوعية الدموية يُتابع الجراح صور الأشعة السينية على شاشة خاصة؛ لتقييم ووضع الصمام الجديد.[٦]


استبدال الصمام التاجي عبر القسطرة - TAVR

خلال إجراء استبدال الصمام التاجي عبر القسطرة، يوضع صمام جديد دون إزالة الصمام التالف القديم، ويستخدم هذا الإجراء عندما تكون جراحة القلب المفتوح ذات مخاطر أعلى بالنسبة للفرد، وتساعد هذه الآلية على توفير صمام بديل قابل للتوسيع يُثبت في موقع الصمام التالف من خلال قسطرة، وبمجرد أن يتم توسيع الصمام الجديد فإنه يدفع الصمام القديم بعيدًا.[٦]


بعد الإجراء

بعد انتهاء العملية يقضي المصاب حوالي 3 - 7 أيام في المستشفى، والليلة الأولى يبقى في وحدة العناية المركزة ICU، وتُراقب حالته الصّحيّة من قبل فريق التّمريض في جميع الأوقات، وخلال الـ 24 ساعة التالية يُنقل إلى غرفة عادية، ثم يُصبح بإمكانه التحرك ببطء واتباع برنامج لتقوية القلب والجسم، وغالبًا ما يُثبَّت أنبوبين أو 3 أنابيب في صدر المصاب لتصريف السوائل من المنطقة المحيطة بالقلب، وليس بالضرورة أن يحتاج لأنبوب قسطرة في المثانة لتصريف البول، كما يمكن أن يُثبت لديه خطوط وريدية "IV" للسوائل، وخلال الإقامة في المستشفى سيتم مراقبة العلامات الحيوية، وتشمل النبض ودرجة الحرارة والتنفس، بالإضافة إلى إجراء فحوصات دم وتخطيط كهربية القلب يوميًا لاختبار وظائف القلب، والتأكد من أنه أصبح بصحة جيدة تكفي لعودته إلى المنزل، وفي بعض الحالات يمكن أن يوضع منظم ضربات القلب المؤقَّت في القلب إذا أصبح إيقاع القلب بطيئًا للغاية بعد الجراحة، وبمجرد الوصول للمنزل سيحتاج المصاب لبعض الراحة ليتمكن من العودة لنشاطه السابق.[٧]


خطر إجراء إصلاح أو استبدال الصمام التاجي

كغيرها من العمليات الجراحية يمكن أن يرافق إصلاح أو استبدال الصمام التاجي عدد من المخاطر منها:[٣]

  • نزيف أثناء أو بعد الجراحة.
  • جلطات دموية يمكن أن تسبب نوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو مشاكل في الرئة.
  • قد يكون هُناك خطر للإصابة بعدوى.
  • التهاب رئوي.
  • التهاب البنكرياس.
  • مشاكل في التنفس.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • يُمكن أن يكون الصمام الذي تم إصلاحه أو استبداله لا يعمل بصورة جيدة.


المراجع

  1. "Aortic valve repair and aortic valve replacement", mayoclinic, 7/8/2020, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  2. aortic valve replacement involves,long time to recover from. "Aortic valve replacement", nhs, 20/12/2018, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Heart Valve Repair or Replacement Surgery", hopkinsmedicine, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Rakesh K. Pai, Adam Husney (31/8/2020), "Mitral Valve Regurgitation: Repair or Replace the Valve?", uofmhealth, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  5. Arefa Cassoobhoy (26/10/2020), "What Is Aortic Valve Replacement Surgery?", webmd, Retrieved 17/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Heart valve surgery", The National Heart Foundation of New Zealand , Retrieved 17/3/2021. Edited.
  7. "Aortic valve surgery - minimally invasive", medlineplus, 26/2/2021, Retrieved 17/3/2021. Edited.