يتم إنتاج البروتين المتفاعل-C (بالإنجليزية: C-reactive protein)، أو البروتين الارتكاسي C، أو بروتين سي التفاعلي، واختصاراً CRP، عادةً في الكبد،[١] ويُعرف على أنّه أحد البروتينات الضرورية للكشف والتنبؤ عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية،[٢] حيثُ أظهرت نتائج تحليل بروتين سي التفاعلي على وجه الخصوص بكونه أحد المؤشرات القوية على ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى عدد كبير من المرضى.[٣]

تحليل CRP وأمراض القلب

في الحقيقة يُساعد تحليل البروتين المتفاعل-C على قياس مستوى هذا البروتين في الدم، حيثُ يتم إطلاق هذا البروتين في العادة في مجرى الدم في حال وجود التهاب في الجسم،[٤] وقد يتم قياس مستوياته في الدم بهدف الكشف عن الإصابة بعدوى أو أيّة حالات طبية أخرى، ويُمكن أيضًا استخدام اختبار أكثر حساسيّة يُعرف باختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة (بالإنجليزية: High-sensitivity C-reactive protein)، واختصاراً (hs-CRP)، وذلك لتقييم خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.[٥]


من الجدير بالذكر أنّ اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة يختلف عن اختبار مستوى البروتين المتفاعل C الاعتيادي، حيثُ يُساعد اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة على الكشف عن المستويات المنخفضة من البروتين المتفاعل-C في مجرى الدم أيّ في نطاق (0.5-10 ملغرام/ لتر)، بينما يقيس اختبار مستوى البروتين المتفاعل C المستويات في نطاق أعلى (بين 10-1000 ملغرام/ لتر)، وعادةً ما يلجأ الأطباء لاستخدام اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة لتقييم خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية.[٦]


اقرأ أيضًا: ما هي تحاليل الدم التي تساعد على الكشف عن جلطة القلب؟


الحالات التي تستدعي إجراء تحليل CRP لأمراض القلب

بشكلٍ عام لا توصي جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزيّة: American Heart Association)، بإجراء اختبار تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة لجميع الأشخاص، ولكن يُمكن أن يكون هذا الفحص مُفيداً لمن لديهم فرصة للإصابة بنوبة قلبية خلال العشر سنوات القادمة بنسبة تتراوح ما بين 5-10%،[٥] وقد يُساعد هذا الفحص في التنبؤ والكشف عن الحالات الطبيّة التالية:[٧]

  • احتشاء عضلة القلب (بالإنجليزيّة: Myocardial infarction).
  • السكتة الدماغيّة (بالإنجليزيّة: Stroke).
  • مرض الشريان المحيطي (بالإنجليزيّة: Peripheral arterial disease).
  • الموت القلبي المفاجئ لدى الأشخاص الأصحّاء الذين ليس لديهم تاريخ مرضيّ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الموت أو تكرار الإصابة لدى المرضى الذين يُعانون من متلازمة الشريان التاجي الحادة (بالإنجليزية: Acute coronary syndrome)، أو متلازمة الشريان التاجي المُستقرة (بالإنجليزيّة: Stable coronary syndromes).


اقرأ عن أمراض القلب وأعراضها.


التحضير لتحليل CRP

لا يحتاج هذا الفحص عادةً للصيام، وبالرغم من ذلك، فمن المرجح أن يخضع الأشخاص الذين يتم إجراء اختبار البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة لهم لفحوصات دم أخرى في نفس الوقت، بحيث تستلزم الفحوصات الأخرى الصيام المُسبق لمدةٍ تتراوح بين 9-12 ساعة قبل إجراء الفحص،[٦]


كيفية إجراء تحليل CRP

سيأخذ أخصائي المختبر عينة من الدم من أوردة الذراع، وتُرسل العينة إلى المختبر لإجراء التحليل اللازم والحصول على النتيجة،[٨] وفي بعض الحالات قد يقوم الطبيب بإجراء تحليل CRP أثناء إخضاع الشخص لعملية جراحية، حيثُ يُعرف هذا الفحص باسم اختبار من نقطة الرعاية (بالإنجليزيّة: Point-of-care test)، بحيث يقوم الطبيب بوخز وضغط إصبع المريض برفق للحصول على عينة دم صغيرة، ومن ثُمّ يتم جمع عينة الدم في أنبوب صغير، ويتم تحليلها بواسطة آلة محمولة تتواجد في غرفة العمليات، وعادةً ما تظهر نتيجة التحليل في غضون بضع دقائق.[٩]


تفسير نتائج تحليل CRP

يُفسّر الجدول أدناه النسب الطبيعية للبروتين المتفاعل C في الجسم حسب الوحدات الدولية والتقليدية، ومن المُحتمل أن يكون هناك بعض الاختلافات البسيطة للقيم الطبيعية من مختبرٍ إلى آخر، لذلك تجدر مراجعة الطبيب واستشارته للحصول على تفسير دقيق والمزيد من المعلومات حول تحليل هذه النتائج، وتكون هذه القيم الطبيعية مكتوبة بنوعين من الوحدات بما يستلزم النظر إلى ورقة التحليل المخبري لمعرفة الوحدة التي يعتمدها المختبر الذي أجريت فيه التحليل، ثم مقارنتها بالنتائج الطبيعية أعلاه.[١٠]



النسبة الطبيعية لتحليل CRP وفقاً للنظام الدولي للوحدات
(غرام/لتر)

النسبة الطبيعية لتحليل CRP وفقاً للوحدات التقليدية (مليغرام/ ديسيلتر)
أقل من 0.005
أقل من 0.5



وفيما يتعلق بتفسير نتائج تحليل البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة فهي كالآتي:[١١]

تفسير النتيجة
النسبة الطبيعيّة للبروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة وفقاً للوحدات التقليديّة
(مليغرام/ لتر)
خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب
أقل من 1.0
خطر متوسط للإصابة بأمراض القلب
1.0- 2.9
خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب
أعلى من 3.0


  • يحتاج التحليل عادةً من يوم إلى يومين حتى تظهر نتائجه.[١٢]
  • لا يعني ارتفاع نسبة البروتين المتفاعل C عالي الحساسيَّة أنك تعاني من مشكلة في القلب، ولكنه قد يكون مؤشراً على ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.[١٣]
  • لا تُعد مستويات المخاطر المذكورة أعلاه مقياسًا نهائيًا لخطر الإصابة بأمراض القلب، نظراً لأن النسبة المثالية لارتفاع البروتين المتفاعل C غير محددة بوضوح، ومن الممكن أن تتأثر ببعض العوامل، لذلك تجدر استشارة الطبيب فهو سيقيّم الحالة.[١٤][١٤]
  • قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارين في المتوسط، يفصل بينهما أسبوعين، لتحديد مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، نظراً لاحتمالية اختلاف مستويات البروتين المتفاعل C لدى الشخص بمرور الوقت.[١٤]
  • يقوم الطبيب عادةً بتقييم نتائج التحليل بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك: العُمُر، والصحة العامة.[١٣]


عوامل تؤثر في نتيجة الفحص

يوجد العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في نتائج تحليل CRP عند إجرائه، والتي تتضمن ما يأتي:[٦]

  • الأدوية: يُمكن أن يُساهم تناول بعض أنواع الأدوية في تقليل مستويات البروتين المتفاعل C، والتي تتضمن بعض أنواع الأدوية الخافضة للكولسترول، مثل: أدوية الستاتينات (بالإنجليزية: Statins)، ومُضادات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs، كما قد يؤدي العلاج بالأدوية التي تحتوي على هرمون الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Birth control pills)، والعلاج بالهرمونات البديلة (بالإنجليزية: Hormone replacement therapy) إلى ارتفاع مستويات البروتين المتفاعل C.
  • التعرّض لإصابة أو عدوى خفيفة: حيثُ يُمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى رفع مستوى البروتين المتفاعل C بشكلٍ مؤقت.
  • الأمراض المزمنة: مثل: أمراض المناعة الذاتية، حيثُ يُمكن أن تتسبّب بإخفاء الأسباب الأخرى المُحتملة لارتفاع البروتين المتفاعل C، مثل العدوى البسيطة.
  • الحمل: يمكن أن يرفع الحمل من مستويات البروتين المتفاعل C، خاصةً خلال المراحل المتقدمة منه.


أسئلة شائعة

هل هناك مخاطر لإجراء تحليل CRP؟

يوجد مخاطر قليلة جدًا قد يتعرّض لها الشخص أثناء إجراء فحص الدم، والتي قد تتضمن ما يأتي:[١٢]

  • ظهور كدمات، أو انتفاخ، أو ورم دموي.
  • الشعور بالدوخة، أو خفة بالرأس، أو الإغماء.
  • هناك خطر طفيف للإصابة بالعدوى في حال كانت الإبرة المُستخدمة لأخذ العينة ملوّثة.


هل هُناك فحوصات أخرى يُمكن أن تُجرى إلى جانب تحليل CRP؟

نعم يوجد، حيثُ يُجرى عادةً فحص الكوليسترول إلى جانب فحص البروتين المتفاعل عالي الحساسية (hs-CRP) للتحقق من الإصابة بأحد أمراض القلب، كما قد يتمّ خضوع المريض لبعض الفحوصات الأخرى لتقييم خطر إصابته بالحالة.[٥]

المراجع

  1. "What is C-reactive protein (CRP)?", medicinenet, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  2. "Clinical Application of C-Reactive Protein for Cardiovascular Disease Detection and Prevention", ahajournals, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  3. "C-reactive protein: a novel marker of cardiovascular risk", pubmed, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  4. "C-Reactive Protein (CRP) Test", medlineplus, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "C-reactive protein test", mayoclinic, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "What does it mean if you have a high C-reactive protein?", medicalnewstoday, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  7. "High-sensitivity C-reactive protein: clinical importance", pubmed, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  8. "C-reactive protein", ucsfhealth, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  9. "C-reactive protein test", healthnavigator, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  10. "Normal Laboratory Values: Blood, Plasma, and Serum", msdmanuals, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  11. "Heart Disease and C-Reactive Protein (CRP) Testing", webmd, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "What Is a C-Reactive Protein (CRP) Test?", verywellhealth, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "High-Sensitivity C-Reactive Protein (hs-CRP) Test", healthy, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت "C-reactive protein test", nchmd, Retrieved 4/2/2021. Edited.