وضع بالون في القلب

يعرف وضع البالون في القلب أو كما يسمى قسطرة البالون (Balloon angioplasty) على أنه إجراء يُجرى لاستعادة تدفق الدم في الأوعية الدموية القلبية عند انسدادها أو تضيقها نتيجة لتشكل الصفائح في داخلها، وذلك عبر إدخال أنبوب رفيع يتصل بنهايته بالون يساعد في توسعة الشريان واستعادة تدفق الدم فيه عند نفخه في منطقة الانسداد أو التضيق، بحيث يدفع الصفائح باتجاه الجدار،[١] ويمكن أن يقترن البالون بدعامة معدنية شبكية الشكل قد تكون ناضحة بالدواء أحيانًا بحيث تمنع تكرار انسداد الشريان، وتستخدم قسطرة البالون في الحالات التي لا تستجيب إلى العلاج الدوائي أو عند المصابين بالذبحة الصدرية التي لا تحتاج لجراحة القلب.[٢]


مدة العملية

يستمر الإجراء عادة ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف بحسب الحالة.[٣]


فرصة نجاح العملية

بحسب التوصيات المشتركة لجمعية القلب الأمريكية AHA والكلية الأمريكية لأمراض القلب ACC يعتبر وضع البالون في القلب إجراءً فعالًا لفتح مجرى الشرايين عند أكثر من 90٪ من المرضى، إلّا أنّ فرصة تكوّن تضيق آخر في مكان انتفاخ البالون مرة أخرى قد تصل إلى نحو 30٪ -40٪ من المرضى.[٤][٥]


دواعي إجراء العملية

تستخدم قسطرة البالون في الحالات التالية:[٦] 

  • تصلب الشرايين: (Atherosclerosis) والذي يظهر نتيجة لتراكم الصفائح في البطانة الداخلية لجدار الشريان مما يؤدي إلى زيادة سماكته وفقدانه لمرونته.
  • أمراض الشريان التاجي: (Coronary artery disease) ويحدث نتيجة لتضيق أو انسداد في شرايين القلب والذي قد ينتج عنه ما يلي:
  • الذبحة الصدرية (Angina).
  • النوبة القلبية (Heart attack).
  • قصور القلب الاحتقاني (Congestive heart failure).


مخاطر العملية

يعتبر إجراء قسطرة البالون من الإجراءات الآمنة والأكثر انتشارًا في علاج القلب،[٧] إلا أن له بعض المخاطر في بعض الحالات ونذكر منها:[٨]

  • تكرار تضيق الشرايين: بحسب موقع عيادات مايوكلينيك تحمل عملية قسطرة البالون خطر تكرار انسداد الشرايين بنسبة 10٪ -20٪ عند استخدام الدعامات المعدنية فقط، بينما يمكن خفض هذه النسبة إلى أقل من 5٪ في حال استخدام الدعامات الناضحة بالدواء.
  • تخثرات الدم: قد تظهر خثرات الدم في الدعامات بعد إجراء العملية لذا يجب الالتزام باستخدام الأدوية بحسب تعليمات الطبيب.
  • النزيف: تظهر عادة كدمة في مكان إدخال القسطرة ولكن قد يؤدي إدخالها أحيانًا إلى حدوث نزيف حاد يحتاج إلى جراحة أو نقل الدم.
  • الحساسية: قد يظهر لدى البعض طفح جلدي كرد فعل تحسسي تجاه المادة الملونة المستخدمة خلال العملية، لذا يجب مناقشة أنواع الحساسية التي يعاني منها المريض مع الطبيب قبل البدء بالعملية.[٩]


ويعتبر احتمال حدوث المضاعفات بعد أو خلال العملية قليلا كذلك، ولكنه يعتمد على بعض العوامل منها: عمر المريض، والحالة الصحية له، وفيما إذا كان مصابا بنوبة قلبية،[٧] ومن هذه المضاعفات:[٨]

  • الذبحة الصدرية.
  • ضرر في الشريان التاجي.
  • مشاكل في الكلى.
  • السكتة الدماغية.
  • اضطراب نظم القلب.


التحضير للعملية


التحضير قبل الدخول إلى المستشفى

قبل إجراء العملية هناك بعض الخطوات التي سيمر بها المريض، وهي:[١٠] 

  • مراجعة الطبيب لأخذ التاريخ المرضي ومعرفة الأدوية التي يستعملها.
  • إجراء الفحص السريري وبعض الفحوصات الطبية، ومنها: 
  • فحوصات الدم.
  • فحص تخطيط كهربائية القلب (Electrocardiogram).
  • فحص أشعة الصدر (Chest X-ray).
  • تلقي بعض التعليمات الطبية، بما فيها البدء بالصيام عن الطعام والشراب من بعد منتصف الليل قبل يوم العملية،[١٠] وفي حال كان الفرد مصابًا بالسكري، لابد من إخبار الطبيب حول النظام الغذائي المتبع واستخدام الإنسولين.[٣]
  • إخبار الطبيب حول العلاجات التي يتناولها المريض، سواء كانت بوصفة أو بدون وصفة طبية، بالإضافة إلى المكملات الغذائية، وخاصة إن كان يتناول مميعات الدم أو مضادات تكدس الصفائح.[٣]


التحضير قبل البدء بالعملية

الإجراءات المتبعة قبل العملية:[١٠] 

  • تجرى العملية في قسم القسطرة، والذي يحتوي على أجهزة أشعة موصولة بشاشات تمكّن الطبيب من مراقبة منطقة الانسداد في الأوعية. 
  • يستلقي المريض أولًا على منصة العملية، ثم يتم تثبيت أنبوب في ذراعه لحقن العلاجات لاحقًا، مثل أدوية التخدير، ومميعات الدم، والسوائل. 
  • يُدخَل أنبوب القسطرة من الذراع أو أعلى الفخذ عادة، لذلك يتم تحضير هذه المنطقة عن طريق حلاقتها، وتنظيفها، وتعقيمها، ثم تخديرها.


كيف تتم العملية؟

تجرى العملية والمريض في حالة الوعي، ولكنه سيشعر بشعور التخدير أو النعاس،[١٠] ويتبع الطبيب الخطوات التالية:[١١][١٢]

  • يقوم الطبيب أولا بتخدير منطقة الشق في الذراع أو الفخذ ثم يدخل أنبوب رفيع وهو أنبوب القسطرة إلى الشريان.
  • تمتد القسطرة في الشريان إلى أن تصل إلى الشريان التاجي، فيتم حقن مادة ملونة تساعد الطبيب خلال مراقبة الشريان.
  • يراقب الطبيب دخول القسطرة عبر جهاز الأشعة مباشرة إلى أن تصل إلى مكان الانسداد في الشريان ثم يُدخِل سلكًا رفيعًا يتكون من بالون قابل للانتفاخ إلى داخل القسطرة.
  • عند انتفاخ البالون فإنه يدفع الصفائح باتجاه جدار الشريان بحيث يتسع الشريان ويُفتَح مجرى الدم، قد يقوم الطبيب بتكرار هذا الإجراء بحسب الحاجة.
  • يستخدم الطبيب في بعض الحالات بالونًا محاطًا بدعامات تتكون من أنابيب شبكية تستقر في مكانها عند فتح البالون لتحافظ على بقاء مجرى الدم في الشريان مفتوحًا.
  • يسحب الطبيب القسطرة والبالون بعد التأكد من عودة مجرى الدم الطبيعي وإزالة الانسداد في الشريان، ويقوم بالضغط المباشر على منطقة الشق لمدة 15 دقيقة أو أكثر لتجنب حدوث نزيف داخلي.


ما بعد إجراء العملية

يُنقَل المريض إلى قسم خاص للعناية والمراقبة، ويبقى المرضى عادة لمدة يوم إلى يومين في المستشفى،[١٣] وتتم فيها الإجراءات التالية:[١٤]

  • تُراقَب العلامات الحيوية، ومكان الشق، وقدرة المريض على الإحساس بيده أو قدمه.
  • يمر المريض بفترة راحة تتراوح بحسب كل حالة بين ساعتين إلى ست ساعات.
  • يحصل المريض على مسكنات الألم، لتخفيف ألم مكان الجرح.
  • يمكن للمريض النهوض من السرير بعد الراحة بمساعدة التمريض، وقد يعاني المريض من الدوار عند النهوض لأول مرة بعد الاستلقاء لفترة طويلة.
  • قد يشعر المريض بالحاجة المتكررة لاستخدام المرحاض، وهذا طبيعي بسبب المادة الملونة وكثرة تناول السوائل، يمكن استخدام المبولة في فترة الراحة بعد العملية لتجنب حني القدم أو اليد.
  • بإمكان المريض العودة لنظامه الغذائي المعتاد بعد العملية، إلا إذا أخبره الطبيب بعكس ذلك.
  • يجب الإكثار من تناول السوائل للتخلص من أثر المادة الملونة في الجسم، وتجنب الإصابة بالجفاف.[١٥]
  • تعتمد مدة بقاء المريض في المستشفى على وضعه الصحي وسرعة التعافي.[١٦]


بعد الخروج من المستشفى

عند مغادرة المستشفى اتبع التدابير الآتية:[١٧]

  • استشر الطبيب حول الأدوية التي يجب أن تتناولها: يوصي الأطباء بتناول الأسبرين يوميا لمدى الحياة، وفي حال تركيب الدعامات سيخبرك الطبيب بتناول دواء آخر من فئة مميعات الدم أو مضادات تكدس الصفائح لمدة سنة أو أكثر كذلك.
  • تجنب قيادة السيارة: فمن الممكن أن تكون تحت تأثير الأدوية المسكنة والمهدئة.[١٨]
  • تجنب حمل ورفع الأوزان الثقيلة والإرهاق: خلال أسبوع من إجراء العملية، لتجنب حدوث النزيف.[١٩]
  • استشر الطبيب حول مقدار النشاط الجسدي والرياضي الذي يمكنك بذله بعد العملية:[١٠] يمكنك العودة لممارسة عملك بشكل طبيعي بعد أسبوع عادة.[٢٠]
  • اتبع نمط حياة صحي: لتجنب خطر تكرار الإصابة وحدوث المضاعفات في المستقبل، من خلال اتباع التدابير التالية:[٨]
  • اتبع نظاماً غذائياً صحياً قليل الدهون والأملاح.
  • إن كنت مدخنا، توقف عن التدخين.
  • احرص على ممارسة الرياضة. اقرأ عن أفضل التمارين لصحة القلب.
  • حاول خسارة الوزن إذا كنت تعاني من الوزن الزائد.
  • احرص على مراجعة الطبيب: للمراجعة، ومتابعة الحالة، وتعديل العلاج إن لزم الأمر،[١٨] وكذلك في حال واجهت أيًا من المشاكل التالية:[٢١]
  • تكوّن كتلة صلبة بحجم البازلاء تحت الجلد حول مكان الجرح.
  • تغير في لون الجرح أو برودة أو خدران مكانه.
  • الشعور بألم وتورم واحمرار في مكان الجرح.
  • نزيف مستمر في مكان الجرح حتى بعد الضغط عليه لمدة 10 دقائق.
  • ارتفاع الحرارة.
  • ألم حاد في الصدر.

المراجع

  1. "angioplasty", medlineplus, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  2. "balloon-angioplasty-and-heart-stents", The University of Texas Southwestern Medical Center, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "balloon-angioplasty-and-stents", Texas Heart Institute, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  4. "Percutaneous Coronary Intervention (PCI): Angioplasty and Stents", medicinenet, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  5. "ACC/AHA Guidelines for Percutaneous Coronary Intervention (Revision of the 1993 PTCA Guidelines)—Executive Summary", American Heart Association, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  6. "angioplasty", stanfordhealthcare, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "coronary-angioplasty", nhs, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Coronary angioplasty and stents", mayoclinic, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  9. "angioplasty-and-stents", heartfoundation, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "Coronary Angioplasty and Stenting", MICHIGAN MEDICINE, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  11. "what-is-coronary-angioplasty", heart, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "What to know about angioplasty", medicalnewstoday, Retrieved 14/2/2021. Edited.
  13. "coronary-angioplasty", nhs, Retrieved 14/2/2021. Edited.