يُعدّ الأسبرين (بالإنجليزيّة: Aspirin) الاسم التجاري للمادة الفعالة المعروفة بحمض (بالإنجليزيّة: Acetylsalicylic acid)، وهو من الأدوية الشائعة المُستخدمة لتسكين الآلام،[١] ويُصنف ضمن مجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزيّة: Nonsteroidal anti-inflammatory drug)، واختصاراً (NSAID[٢] وقد تمّ استخدام الأسبرين منذُ القدم، وتعود أقدم استخداماته إلى الطبيب اليوناني أبقراط في القرن الخامس قبل الميلاد، وذلك عن طريق استخدامه للمسحوق المستخرج من لحاء شجرة الصفصاف لعلاج الآلام وتخفيف الحمى، ولكن يمكن أن يتعرض الشخص للإصابة بتسمم الأسبرين، فما هو تسمم الأسبرين وما هي أسبابه وأعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ وغيرها من الأسئلة التي سنجيب عليها بهاذا المقال.[١]

التسمم بالأسبرين

يُمكن أن يحدث تسمم الأسبرين عن طريق تواجد كمية من الأسبرين في الدم أعلى من النسبة أو الكمية التي يجب أن يتواجد بها، ويُصنف التسمم بالأسبرين إلى نوعين، هما:[٢]

  • التَّسمم الحاد بالأسبرين: ويحدث عند تناول الشخص جرعة مرتفعة جدًا من الأسبرين في نفس الوقت عن طريق الخطأ أو بشكلٍ مقصود.
  • التَّسمم المزمن بالأسبرين: ويحدث نتيجة تراكم الجرعة اليومية المعتادة من الأسبرين في الجسم على فترة زمنية طويلة، بحيث يتسبّب ذلك بظهور بعض الأعراض، ويُمكن حدوث ذلك إذا كنت تواجه بعض المشاكل الصحية؛ منها: وجود خلل في الكلى بما يحول دون قدرتها على العمل بشكلٍ صحيح، أو عند الإصابة بالجفاف، ومن المُحتمل أن يحدث ذلك لدى كبار السن الذين يستخدمون هذا الدواء خاصة اذا كان الطقس حاراً.


كمية الأسبرين التي تسبب التسمم

يُصنّف الأطباء شدة التسمم بالأسبرين إلى 3 مستويات اعتمادًا على كمية الأسبرين الموجودة في الجسم، ويُعبر عن الكمية بملغرام من الأسبرين لكل كيلوغرام من وزن الجسم (ملغم/ كغم)، ويُمكن بيان مستويات التسمم على النحو الآتي:[٣]

  • الحد الأدنى من السمية: أقل من 150 ملغم/كغم.
  • التسمم الخفيف: أقل من 300 ملغم/كغم.
  • التسمم المعتدل: بين 300-500 ملغم/كغم.
  • التسمم مميت: أكثر من 500 ملغم/كغم.


أعراض التسمم بالأسبرين

تُقسم أعراض التسمم بالأسبرين كما يأتي:[٤]

حالات التسمم الحاد بالأسبرين

يُمكن أن يُسبب تناول جرعة زائدة من الأسبرين والأدوية المماثلة له المُحتوية على نفس المادة الفعالة حمض الأسيتيل ساليسيليك، إلى إحداث تسمم سريع وحاد، ويُمكن بيان الأعراض فيما يأتي:[٤]

  • الأعراض والعلامات الأُولى للتسمم الحاد بالأسبرين: والتي قد تشمل ما يأتي:
  • الاستفراغ.
  • الغثيان.
  • التنفس السريع أو العميق.
  • طنين في الأذنين.
  • زيادة التعرق.
  • الأعراض والعلامات اللاحقة والشديدة للتسمم الشديد بالأسبرين: والتي قد تشمل ما يأتي:
  • خفَّة الرأس.
  • الحُمَّى.
  • النعاس الشديد.
  • فرط في النشاط.
  • الارتباك.
  • النوبات التشنجية.
  • الفشل الكلوي.
  • صعوبة التنفس.
  • انحلال الأنسجة العضلية أي انحلال الربيدات (بالإنجليزية: Rhabdomyolysis).


حالات التَّسمم المزمن أو التدريجي بالأسبرين

قد تتطور الأعراض على مدار أيام أو أسابيع، وقد تشمل الأعراض الشائعة للتسمم المزمن بالأسبرين ما يأتي:[٤]

  • الشعور بالنعاس الشديد.
  • الارتباك الطفيف.
  • الهلوسة.
  • خفة الرأس.
  • التنفس السريع.
  • ضيق في التنفس.
  • الحمى.
  • الجفاف.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • انخفاض مستوى الأكسجين في الدم.
  • تراكم حمض اللاكتيك في الدم.
  • تراكم السوائل في الرئتين.
  • النوبات التشنجية.
  • انتفاخ الدماغ.


اقرأ أيضًا: الآثار الجانبية لدواء الأسبرين وحالات لا يجب فيها استخدامه.


تشخيص التسمم بالأسبرين

يقوم الطبيب بتشخيص الإصابة بتسمم الأسبرين عن طريق السؤال عن التاريخ المرضي للشخص، وسيتم إجراء فحصٍ بدني ليتمكن الطبيب من البحث عن أي أدّلة قد ترتبط بوجود التسمم، وقد يتطلب الأمر أيضًا إجراء بعض الفحوصات المخبرية للبحث عن أي أضرار قد لحقت بأجهزة الجسم جراء تناول جرعة زائدة من الأسبرين، وللتحقق أيضًا من مستوى الأسبرين في الدم،[٥] وتشمل الإجراءات والفحوصات الأخرى المستخدمة لتشخيص التسمم بالأسبرين ما يأتي:[٦]

  • فحص مستوى الساليسيلات في الدم.
  • تحليل البول.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية (بالإنجليزيّة: Chest x-ray)، ويُلجأ لذلك في حال وجود أدلة على التسمم الشديد، أو في حال حدوث الوذمة الرئوية أو نقص الأكسجين في الدم، وقد يُطلب تصوير البطن بالأشعة السينية (بالإنجليزيّة: Abdominal x-ray) في حال حال الاشتباه بتصلّب أو تحجّر الأسبرين.[٦]
  • تحليل غازات الدم (بالإنجليزيّة: Blood gases).[٧]
  • تحاليل الأيض أي التمثيل الغذائي الأساسي (بالإنجليزيّة: Basic metabolic panel).[٧]
  • تخطيط كهربائية القلب (بالإنجليزيّة: Electrocardiography).[٢]


علاج التسمم بالأسبرين

يُلجأ لعلاج التسمم بالأسبرين بهدف تحقيق العديد من الأهداف؛ ومنها: منع الجسم من امتصاص المزيد من الأسبرين، ومعالجة الجفاف واختلال التوازن بين الحمض والقاعدة في الجسم، والتقليل من كمية الساليسيلات داخل الجسم عن طريق زيادة قدرة الجسم على التخلص منه، ومن العلاجات الطبية المُستخدمة للسيطرة على حالة التسمم بالأسبرين ما يأتي:[٥]


الفحم النشط

قد يقوم الطبيب بإعطاء الفحم النشط (بالإنجليزية: Activated charcoal) لامتصاص الأسبرين من المعدة بما يحول دون قدرتها على امتصاص المزيد منه، ومن الممكن إعطاء خليط يتألف من المُلين مع الفحم النشط لتحريكه بسرعة أكبر عبر الجهاز الهضمي، ويمكن إعطاء جرعات متكررة من الفحم النشط للمُصابين بتسمم الأسبرين الشديد.[١]


السوائل الوريدية

قد يقوم الطبيب بإعطاء السوائل الوريدية لمُعالجة الجفاف الذي قد يحدث في وقتٍ مبكر من التسمم بالأسبرين، وتصحيح الاختلالات في كيمياء الدم في الجسم.[٥]


إدرار البول القلوي

قد يقوم الطبيب بإعطاء مركبات؛ مثل بيكربونات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium bicarbonate) عبر الوريد للمصاب الذي تعرض للتسمم، إذ يُمكن هذا المركب من تغيير كيمياء الدم والبول بطريقة تسمح للكلى بالتخلص من المزيد من الأسبرين، وهذه طريقة تُستخدم للتقليل من كمية الأسبرين في الجسم.[٥]


غسيل الكلى

قد يقوم الطبيب بإجراء غسيل الكلى للمرضى الذين يعانون من التسمم الشديد بالأسبرين، إذ يساعد ذلك على تخليص الخلايا من الأسبرين بشكلٍ سريع، وإزالته خارج الدماغ، كما يعمل أيضاً على تصحيح اضطرابات التمثيل الغذائي التي حدثت نتيجة الإصابة بتسمم الأسبرين.[٣]


غسيل المعدة

قد يقوم الطبيب بإجراء غسيل المعدة للمرضى الذين يعانون من التسمم ولم تمضي ساعة بَعد على تناولهم الأسبرين، ويمكن للطبيب استخدام محلول كلوريد الصوديوم متساوي التوتر (بالإنجليزية: Isotonic sodium chloride) بحرارة 38 درجة مئوية، مع الحرص على توفير حماية لمجرى الهواء قبل إجراء غسيل المعدة.[٥]


اقرأ أيضًا: الأسبرين: طريقة الاستخدام، الآثار الجانبية وأكثر.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجدر الذهاب إلى غرفة الطوارئ بأسرع وقت ممكن أو الاتصال برقم الطوارئ فورًا في حال حدوث تسمم الأسبرين؛ تحديدًا عند ظهور أيّ من الأعراض الخطيرة، والتي نذكر منها ما يأتي:[١]

  • الهيجان.
  • الحمى.
  • النوبات التشنجية.
  • الانهيار.
  • الارتباك.
  • الغيبوبة.
  • ضغط الدم المنخفض.
  • تسارع دقات القلب.
  • التنفس بشكلٍ سريع.
  • الصفير أثناء التنفس.
  • الاستفراغ والغثيان.
  • النزيف.
  • الهلوسة.
  • الشعور بالنعاس الشديد.
  • الشعور بطنين في الأذنين.


اقرأ أيضًا: بين فوائد وأضرار تناول حبة أسبرين يوميًا: ما الحقيقة العلمية؟


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Aspirin Poisoning", webmd, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Aspirin overdose", mountsinai, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Poisoning - Salicylate", pch, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Aspirin Poisoning", merckmanuals, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Aspirin Poisoning", emedicinehealth, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Overdose.pdf "Acute Aspirin Overdose ", acep, Retrieved 29/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Aspirin Poisoning", merckmanuals, Retrieved 29/1/2021. Edited.